تعرّف على منافسة ماكرون في الانتخابات الرئاسية

إعداد - جوسلين معوض

2021.09.15 - 06:18
Facebook Share
طباعة

 اعلنت آن هيدالغو الأندلسية خوض غمار الانتخابات الرئاسية الفرنسية 2022 باسم الحزب الاشتراكي. 

أعلنت عن ترشحها، في مدينة روان غرب فرنسا.

 وتريد عمدة باريس التي تلقب بـ"المرأة الحديدية" مضاعفة رواتب موظفي قطاع التربية، كما وعدت بأن النساء سيحصلن "أخيراً على المساواة التامة والكاملة في الأجور كما في المسار المهني". 

هيدالغو هي أول امرأة تتربع على عرش بلدية باريس في تاريخ فرنسا. 

تم انتخابها للمرة الأولى في 2014 لخلافة العمدة السابق برتران دولانوي، ثم أعيد انتخابها لولاية ثانية في 2020.

وتحظى بدعم كبير من قبل سكان العاصمة الفرنسية الذين يرون فيها امرأة تجمع بين الدفاع عن البيئة والعمل على تحسين ظروف معيشتهم. لكن الرهان هذه المرة ليس بالسهل، فهي مطالبة بإقناع جميع الفرنسيين، وليس الباريسيين فقط، بأنها المرأة المناسبة لقيادة فرنسا، وجعلها تتلألأ بين الأمم.

تعد هيدالغو من بين رؤساء البلديات الأوائل الذين فرضوا الدراجات الهوائية كوسيلة تنقل جديدة في مدنهم، معلنة بذلك حرباً ضروساً ضد السيارات، إذ قامت بخفض عدد الأماكن المخصصة لركنها، فيما قامت أيضاً برفع سعر تذكرة الركن من 10 يورو شهرياً إلى 35 يورو.


ولا تزال عمدة باريس متمسكة بنفس الوعد، وهو التحول البيئي ليس فقط لباريس بل لفرنسا كلها. وقالت في خطابها الأحد في هذا الشأن: "علينا أن ننجز التحول البيئي"، فيما وعدت بالكشف عن "خطة لخمس سنوات لإزالة الكربون من اقتصادنا".

من جهة أخرى، أعلنت أنها في حال فازت بمنصب رئيسة فرنسا، فستفتح "مفاوضات لزيادة الأجور وتوسيع اللامركزية" ومواضيع أخرى مثل الحق في الموت بكرامة.

لكنها لم تكشف بعد عن الخطوط العريضة لسياستها الخارجية، مكتفية بالذكر أنها تريد "فرنسا أقوى، بإمكانها إيصال صوتها الفريد مجدداً في أوروبا والعالم".

ولدت في سان فرناندو، بالقرب من قادش ، في منطقة الأندلس بإسبانيا. كان جدها من والدها من أتباع حزب العمال الاشتراكي الإسباني، واضطر بعد نهاية الحرب الأهلية الإسبانية إلى اللجوء إلى فرنسا مع زوجته وأطفاله الأربعة. ومع ذلك، عاد جديها إلى إسبانيا، وتوفيت جدتها في رحلة العودة وحكم على جدها بالإعدام، الحكم الذي خفف في النهاية إلى السجن المؤبد. وبالتالي، تكلف برعاية والد آن هيدالغو أجداده من أمه. وفي أواخر الخمسينات، تزوج والدها وولد له ابنتان، آنا (آن) وماريا (ماري). ونظرا إلى المشهد الاقتصادي الصعب الذي عاشته إسبانيا في تلك السنوات، هاجرت الأسرة لفرنسا بحثا عن معيشة أفضل. واستقروا في ليون عام 1961 مع ابنتيهما.

ورغم عودة العائلة إلى إسبانيا سنوات بعد ذلك، إلا أن آن هيدالغو، فضلت البقاء في فرنسا حيث حصلت على الجنسية الفرنسية عام 1973. ودرست في جامعة جان مولان في ليون وحصلت في عام 1982 على شهادة في العلوم الاجتماعية ثم على ماجستير في قانون العمل والنقابات. وهي الشهادة التي مكنتها من المجيء إلى باريس عام 1984 بعد أن عينت مفتشة في مجال التوظيف والعمل في بلدة شوفيه لا رو بالضاحية الباريسية. شغلت آن هيدالغو العديد من المناصب الإدارية، الأولى كانت سنة 1993 كمستشارة في مجال التكوين المهني بوزارة العمل ثم عام 1997 كمستشارة في ديوان مارتين أوبري التي كانت آنذاك وزيرة العمل والتضامن الاجتماعي في حكومة ليونيل جوسبان، وتعرفت على زوجها السابق في هذه الوزارة. وكانت تعيش آن هيدالغو في الدائرة الخامسة عشرة بباريس، وترشحت سنوات 2001 و2008 في الانتخابات المحلية في هذه الدائرة لكنها فشلت بسبب عدم خبرتها السياسية.

كما تعرفت هيدالغو أيضا على شخصية برتران دولانوي عمدة باريس، الذي لعب دورا كبيرا في حياتها السياسية والعملية، فتأثرت بالنهج السياسي الذي كان يتبعه في تسيير شؤون العاصمة الفرنسية. هذا التقارب جعلها تقبل العمل بجواره كنائب أول لبلدية باريس منذ مارس 2001.

في سبتمبر 2012 بمكتبة فرانسوا ميتران الوطنية أعلنت هيدالغو عن ترشحها لخوض الانتخابات المحلية سنة 2014. واعتمد برنامجها على توفير مساكن اجتماعية للعائلات الفقيرة ونقل مجاني للطلاب وتحسين خدمة المواصلات العامة ومكافحة التلوث من خلال وسائل نقل تعتمد على الطاقة النظيفة. وتضافرت في فوزها بهذا المنصب جهود الحزب الاشتراكي وحزب الخضر والحزب الشيوعي وحزب اليسار. وحصلت هيدالغو على 54,6% من الأصوات في الدورة الثانية، مقابل 45.5% لمنافستها اليمينية ناتالي كوسيسكو موريزيه. فأصبحت أول امرأة تترأس عاصمة فرنسا في تاريخ البلاد. وعند إعلان فوزها وعدت بان تحافظ لباريس على قيمها الحضارية والإنسانية بالانفتاح على كل العرقيات والتنوع الثقافي والديني أمام التعصب والعنصرية، ولا سيما بعد صعود حزب الجبهة الوطنية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 6