نيويورك تايمز تروي تفاصيل تعذيب أحد السجناء في غوانتانامو

إعداد - كارلا بيطار

2021.09.15 - 06:15
Facebook Share
طباعة

 لا تزال الولايات المتحدة تكافح عواقب الاستجوابات الوحشية التي تُجرى باسم الأمن القومي بعد 20 عامًا على هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

وتناول تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية تفاصيل التعذيب الذي تعرض له محمد ولد صلاحي  صيف عام 2003 في غوانتانامو.

محمد ولد صلاحي مهندس موريتاني وسجين سابق في غوانتانامو؛ درس هندسة الاتصالات بألمانيا، واتهمته واشنطن بالضلوع في هجمات 11 سبتمبر، فأودعته سجن غوانتانامو 14 عاما؛ عانى فيها "صنوف العذاب"، وأفرجت عنه عام 2016.

كان هناك الحراس الذين هددوه بهجوم الكلاب وضربوه بشدة حتى كسروا ضلوعه. وقام الجنود بترويعه بموسيقى "الهيفي ميتال" والأضواء القوية، وغمروه في الماء المثلج، وحرموه من النوم شهورا متتالية، إضافة إلى عزله بطريقة تشل العقل في زنزانة مظلمة من دون المصحف الخاص به.

كما تعرضت له الحارسات اللاتي كشفن أنفسهن أمامه ولمسنه بطريقة جنسية في محاولة لاستفزازه دينيا.

لكن ما ترك صلاحي في حالة من اليأس المطلق -كما قال- هو المحقق الذي حاول تهديده من أجل إجباره على الاعتراف بأنه متواطئ في التخطيط لهجوم إرهابي.

قال المحقق في رواية ولد صلاحي "إذا لم تعترف بذلك، فسنختطف والدتك ونغتصبها". ورد ولد صلاحي علهم "هذا غير عادل". وأجاب المحقق حينها "أنا لا أبحث عن العدالة؛ أتطلع إلى منع الطائرات من ضرب المباني في بلدي".

ورد صلاحي "أنت بحاجة إلى القبض على هؤلاء الناس، وليس أنا".

تقول نيويورك تايمز إن ولد صلاحي (50 عامًا) رجل حر في موريتانيا، موطنه في غرب أفريقيا، بعد ما يقارب 15 عامًا في الاعتقال، مع تهديده خلالها بعقوبة الإعدام.

في النهاية، تم الإفراج عنه عام 2016 من دون توجيه أي تهمة له، وسحبت الاعترافات التي أدلى بها تحت الإكراه، في قضية عدها المدعي العام بلا قيمة في المحكمة بسبب وحشية الاستجواب.

وقال ولد صلاحي "كنت ساذجًا للغاية، ولم أفهم كيف تسير الأمور في أميركا".

وكان قد أقرّ عسكري أمريكي سابق بممارسة التعذيب في معتقل غوانتانامو الأمريكي، كاشفا الكثير من تفاصيل عمليات الاستجواب التي تمت داخل المعتقل.

وعمل المحقق الذي أطلق عليه التحقيق اسم "مستر إكس"، ضمن فريق تولى في صيف عام 2003 مهمة استجواب المعتقل محمدو ولد صلاحي.

وأقرّ "مستر إكس" الذي لم يكشف الصحفيون الألمان عن هويته،  بإجبار صلاحي على الوقوف منحنيا لساعات طويلة وتعريضه لأصوات وأضواء لا يمكن تحملها علاوة على تهديده بالعنف الجسدي وتعريضه للحرارة والبرودة.

وأضاف المحقق الأمريكي:"مخاوفه (صلاحي) كانت كبيرة، ربما اعتقد أنه على وشك أن يقتل". ,شدد بأنه كان على علم بقيام آخرين في المعتقل بالتعذيب.

وحضر صحفيو "إن دي إر" و "دي تسايت" لقاء الفيديو الذي جمع بين صلاحي "مستر إكس" بعد 17 عاما على ما دار بينهما في المعتقل.  ووفقا للتقرير، فقد قال "مستر إكس" لصلاحي: " مازلت على قناعة بأنك عدو للولايات المتحدة لكن ما فعلناه معك كان خاطئا بلا شك..لا يستحق أي شخص هذه المعاملة".

وكشف "مستر إكس" عن معاناته النفسية بعد مهمته في غوانتانامو وأوضح: "أكره بلدي لأنها جعلت مني هذا الوحش" ليرد عليه صلاحي: "أسامحك كما سامحت كل من تسببوا لي في الألم".

وتقول نيويورك تايمز إنه بعد عقدين على أحداث الهجوم على برجي مركز التجارة العالمي يبقى إرث التعذيب في الولايات المتحدة -وبالنسبة لولد صلاحي- معقدا ومتعدد الوجوه؛ إذ قررت إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن تنحية القيود القانونية والأخلاقية جانبًا باسم الأمن القومي.

وحسب الصحيفة الأميركية، فقد توقفت الولايات المتحدة عن استخدام "أسلوب الاستجواب المعزز" (التعذيب) في التحقيق مع المشتبه فيهم بعدما أثبتت الدراسات أنه أسلوب غير مثمر أو يأتي بنتائج عكسية، وذلك في السجون "السرية" التي أدارتها وكالة المخابرات الأميركية أو في معتقل غوانتانامو.

ومع ذلك -تستدرك الصحيفة- أن اللجوء لأسلوب التعذيب بموافقة الحكومة لا يزال وصمة عار تشوه سمعة البلاد وقوضت قدرتها على مواجهة القمع في أماكن أخرى من العالم.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 9