كيف وصل وزراء طا لبـ ـان إلى الحكم

إعداد - كارلا بيطار

2021.09.11 - 03:35
Facebook Share
طباعة

 طالبت حركة طالبان الولايات المتحدة أمس الجمعة شطب أسماء قادة مسؤولي الحركة من القائمة السوداء، لأنها تنافي اتفاق الدوحة. وما زالت طالبان تنظر إلى الاتفاق على أنه سارٍ ويجب احترامه.

وبعد إعلان المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد أسماء أعضاء الحكومة برئاسة الملا محمد حسن آخوند؛ تذكر كثيرون صورة 5 قادة عسكريين اقتيدوا مكبلين على متن طائرة عسكرية إلى معتقل غوانتانامو، وقضوا هناك 14 سنة من حياتهم دون محاكمة، وتم الإفراج عنهم خلال صفقة تبادل المعتقلين بين الولايات المتحدة وحركة طالبان.

الملا فاضل مظلوم- وزير الدفاع بالوكالة

ولد الملا محمد فاضل مظلوم في 24 أكتوبر/تشرين الأول عام 1967 بولاية أرزغان جنوبي أفغانستان، وتلقى تعليمه في المدارس الباكستانية، وشغل منصب نائب وزير الدفاع ورئيس الأركان والقائد العسكري في حكومة طالبان الأولى.

وبعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول عام 2001 استسلم الملا فاضل في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2001 للجنرال عبد الرشيد دوستم في مدينة مزار شريف، الذي قام بتسليمه للقوات الأميركية، وبعد شهرين من اعتقاله في أفغانستان وصل في 11 يناير/كانون الثاني عام 2002 إلى سجن غوانتانامو، وكان رقم الاعتقال التسلسلي الخاص به 7.

وبقي مظلوم محتجزا في غوانتانامو حتى 31 مايو/أيار 2014، حيث أفرج عنه خلال صفقة تبادل المعتقلين بين الولايات المتحدة وطالبان، ورحل إلى الدوحة وبقي هناك 3 سنوات، ثم عينته حركة طالبان عضوا في مكتبها السياسي بالدوحة، ولاحقا انضم إلى وفد المفاوضات مع واشنطن. وبعد سيطرة الحركة على العاصمة كابل تم تعينه وكيلا لوزارة الدفاع الأفغانية.

الملا نور الله نوري- وزير الحدود والقبائل بالوكالة

ولد نور الله نوري عام 1967 في مديرية شاجوي بولاية زابل جنوبي أفغانستان، وتولى منصب حاكم ولايتي لغمان وبلخ في حكومة طالبان الأولى، ثم عينه زعيم الحركة آنذاك الملا محمد عمر مسؤولا عسكريا للولايات الشمالية بعد سقوط حكومة طالبان عام 2001، واعتقلته قوات موالية للجنرال عبد الرشيد دوستم الذي سلمه إلى القوات الأميركية في مدينة مزار شريف عاصمة ولاية بلخ.

وصل الملا نوري إلى غوانتانامو في 11 يناير/كانون الثاني عام 2002، وتم احتجازه مدة 13 عاما. وبعد خروجه عينته حركة طالبان عضوا في مكتبها السياسي، ثم مفاوضا مع الولايات المتحدة، وعقب سيطرة طالبان على البلاد قبل 24 يوما عينته وزيرا للحدود والقبائل بالوكالة.

عبد الحق وثيق- رئيس المخابرات بالوكالة

ولد الملا عبد الحق وثيق عام 1971 في مديرية خوجياني في ولاية غزني بأفغانستان، ودرس في مدينة كويتا الباكستانية، وشغل منصب نائب المخابرات بحكومة طالبان الأولى.

وبعد سقوط حكومة الحركة توجه إلى ولاية قندهار جنوبي أفغانستان للقاء زعيم الحركة الملا محمد عمر، لكن عملاء القوات الأجنبية تعرفوا إليه واعتقل عام 2001 في ولاية غزني.

وصل وثيق إلى غوانتانامو في 11 يناير/كانون الثاني عام 2002، وظل محتجزا هناك حتى 31 مايو/أيار 2014؛ حيث تم نقله من معتقل غوانتانامو إلى قطر في الأول من يونيو/حزيران 2014 مع 4 آخرين، وهم المعروفون بـ"رجال طالبان الخمسة" في صفقة تبادل المعتقلين. وتم تعيينه حاليا رئيسا للمخابرات بالوكالة بعد سيطرة حركة طالبان على البلاد.

الملا خير الله خيرخواه- وزير الإعلام بالوكالة

ولد الملا خير الله خيرخواه عام 1967 في ولاية قندهار جنوبي أفغانستان. ودرس العلوم الشرعية في باكستان جنبا إلى جنب مع زعماء طالبان. وشغل العديد من المناصب في الحركة، بما في ذلك قيادة الشرطة في كابل، وأخيرا حاكم ولاية هرات غربي أفغانستان. وتولى وزارة الداخلية بحكومة طالبان عام 1998.

اعتقلته المخابرات الأميركية بمساعدة نظيرتها الباكستانية داخل باكستان، ثم نقل إلى مدينة كويتا، ثم إلى معتقل غوانتانامو في الأول من مايو/أيار 2002، وقضى فيه 12 سنة.

وبعد الإفراج عنه في صفقة التبادل مع الولايات المتحدة اختار العيش في دولة قطر، ثم انضم إلى المكتب السياسي لحركة طالبان، ثم أصبح عضوا في فريق المفاوضات الأفغانية، وعينه رئيس الوزراء الملا محمد حسن وزيرا للإعلام بالوكالة في الحكومة الحالية.

محمد نبي عمري- حاكم ولاية خوست بالوكالة

محمد نبي عمري من مواليد 1968 بولاية خوست، وينتمي إلى قبيلة إسماعيل خيل، اعتقلته القوات الأميركية في خوست عام 2001، ونقلوه إلى معتقل غوانتانامو في 28 أكتوبر/تشرين الأول 2002، بحجة عمله مع حركة طالبان كمسؤول عسكري وقائد للفرقة العسكرية قرب الحدود الأفغانية الباكستانية.

وقد عمل عمري قائدا لشرطة ولاية خوست في حكومة الرئيس الأفغاني السابق برهان الدين رباني، ثم انضم إلى حركة طالبان، وكلفوه بقيادة مسلحي الحركة في ولاية خوست.

وفي يونيو/حزيران 2014 تم نقله من معتقل غوانتانامو إلى دولة قطر مع 4 آخرين، وهم المعروفون بـ"رجال طالبان الخمسة" في صفقة تبادل أسرى مقابل الجندي الأميركي بيرغدال بوساطة قطرية.

شارك نبي عمري في المحادثات مع الحكومة الأفغانية، وبعد سيطرة حركة طالبان على أفغانستان رجع من قطر إلى مسقط رأسه، وعينته الحركة حاكما لولاية خوست بالوكالة تقديرا لجهوده في الحركة.

لماذا اختير معتقلون سابقون ليكونوا مسؤولين؟

اختيار المسؤولين الخمسة في الحكومة الجديدة من بين معتقلي غوانتانامو السابقين أثار جدلا واسعا داخل أفغانستان وخارجها.

وعن ذلك يقول الأستاذ الجامعي أسد وحيدي للجزيرة نت إن حركة طالبان عينت معتقلين سابقين وزراء في الحكومة "لعدة أسباب؛ أهمها، أنهم كانوا مقربين من مؤسس الحركة الملا محمد عمر. وثانيا لأنهم قدموا تضحيات كبيرة لأجل الحركة، وتحملوا السجون الأميركية قرابة 14 عاما، وأخيرا لأنهم يحظون باحترام وتقدير من مسلحي طالبان، وينظر لهم على أنهم وسيلة لحفظ الصف داخل الحركة، وهي رسالة إلى المقاتلين أن الحركة لا تتخلى عن أتباعها".

ويرى الكثير من الأفغان أن وجود شخصيات حكومية من طالبان على القائمة السوداء للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، يؤثر على مستقبل علاقة طالبان بالمجتمع الدولي، وأن أفغانستان بأمس الحاجة لهذه العلاقة. ويقول الكاتب والباحث السياسي محمد إسماعيل للجزيرة نت "على حركة طالبان أن تقدر وتكافئ أعضاءها بطريقة أخرى، وتختار وجوه جديدة، تكون محل ثقة المجتمع الدولي، ولا تكون مدرجة على القائمة السوداء الأميركية، لأن ذلك سيحد من حركتهم وسفرهم لبناء العلاقات مع المجتمع الدولي".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 4