كيف تستخدم الولايات المتحدة الفن لتجميل وجهها

اعداد جوسلين معوض

2021.09.09 - 01:25
Facebook Share
طباعة

تستخدم الولايات المتحدة الامريكية الفن كأداة دعائية لتجميل وجهها الذي يتداعى ويمضي نحو الزوال. وعلى الرغم من أن فكرة الأفلام الدعائية السياسية قد ترتبط في المخيلة الأميركية بالدول السلطوية، فإنها في الولايات المتحدة صناعة سياسية بامتياز حسبما أورد محمد حسين أحمد المحلل السياسي لموقع سياسات الهندي.
كل تلك الدول تعيش تحت حكم مستبد. أما الولايات المتحدة فهي دولة عظمى أخذت على عاتقها حماية قيم الحرية والديمقراطية والسلام والأمن الدوليين.
في السياق نفسه، أوردت آنا بانيرجي، الكاتبة في جريدة "ذا ديلي أيوا" الأميركية، في مقالها عن الدور الدعائي السياسي الذي تلعبه أفلام مارفل، أن البنتاغون تموّل هذه الأفلام التجارية منذ عقود وفقًا للسجلات التي قدمها البروفيسور ستيفن أندرهيل لجامعة مارشال.
على سبيل المثال لا الحصر، موّل البنتاغون، بطريقة مُبطّنة، أفلاما مثل "كابتن أميركا" (Captain America) و"الرجل الحديدي" (Iron Man) عبر تسهيل الوصول لأفضل المعدات والآلات العسكرية المطلوبة أحيانًا في التصوير. في مقابل ذلك، تبرز تلك الأفلام أهمية الدور الأميركي في إنقاذ العالم من الشرور المحدقة به.
هو دائمًا بطل خارق ينقذ العالم، وهو أيضًا من سلالة معينة، يتمتع عادة ببشرة بيضاء نقية وجسد منحوت وبنية قوية، والأهم من ذلك كله وفوق كل شيء: إنه أميركي مُخلص لوطنه ومستعد لبذل الغالي والنفيس في سبيل انتصار قوى الخير على الشر المحدق بالناس.
هذا هو السلاح الأميركي النقي الذي تواجه به قوى الشر. والأمر سيان، سواء في عالم مارفل السينمائي أو خارجه. بل إن ما يحدث في عالم مارفل ليس سوى امتداد لما يحدث في قاعات وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وغيرها من أروقة السياسة، حسب ما يرى محللون ونقاد.
أخذت هوليود أفلام الأبطال الخارقين على محمل الجد منذ عدة عقود لأسباب مختلفة، آخرها أنها أفلام شعبوية أو تحقق مبيعات هائلة في شباك التذاكر. وأولها، وهو السبب الرئيسي، الدور السياسي الفعال الذي تلعبه تلك الأفلام في تشكيل الوعي الجمعي للأميركيين والذي يغطي على حقيقة أن الولايات المتحدة خسرت حرب فيتنام وفشلت في العراق وانسحبت من أفغانستان ولم تستطع القضاء على تنظيم القاعدة أو ما يماثله من حركات مثل بوكو حرام أو تنظيم الدولة الإسلامية.
وتستخدم هوليود في سبيل تحقيق الدور المنوط بها، كأداة تجميلية للتداعي الأميركي المستمر، زمرة من الرسائل التي هدفها تدعيم القيم الرأسمالية المعاصرة للمجتمع الأميركي وسيادة الرجل الأبيض وتحويل "الآخر" إلى مصدر للخطر والشر. ويعبر جيمس موترام، المحلل الثقافي في جريدة ذا ناشونال (The National) الأميركية، عن ذلك بقوله "تقدم أفلام الأبطال الخارقين اليوم صورة جلية للمناخ السياسي المعقد أخلاقيًا". 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 10