هكذا يعيش المسلمون في الهند

اعداد سامر الخطيب

2021.09.04 - 10:10
Facebook Share
طباعة

يبدو ان الإعتداءات على المسلمين من قبل الجماعات الهندوسية القومية اصبحت شائعة في الهند دون أن تلقى سوى القليل من الإدانة من الحكومة الهندية.
كان قد انتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر فيه فتاة صغيرة مذعورة تتشبث بوالدها المسلم بينما يعتدي عليه حشد من الهندوس.
وأظهرت اللقطات المؤثرة سائق الدراجة الهوائية ثلاثية العجلات البالغ من العمر 45 عاما وهو يُقاد عبر شوارع مدينة كانبور الواقعة في ولاية أوتار براديش الشمالية بينما الابنة الصغيرة تبكي وتتوسل الحشد للتوقف عن ضربه.
طلب المعتدون من الضحية أن يهتف "هندوستان زيند آباد" وتعني "تحيا الهند" و "جاي شري رام" التي تعني "النصر للإله رام" وهي عبارة شعبية تحولت إلى هتاف للقتل من قبل الحشود الهندوسية في السنوات الأخيرة.
امتثلت الضحية لطلبات الغوغاء لكنهم استمروا في ضربه. ولم يتوقف المعتدون عن ضرب الضحية إلا بعد أن وصلت الشرطة وأنقذته وابنته. تم إطلاق سراح ثلاثة معتدين أُلقي القبض عليهم بكفالة في اليوم التالي.
بعد أيام انتشر مقطع فيديو آخر يظهر بائعاً مسلماً يتعرض للصفع والركل واللكم من قبل حشد من الهندوس في مدينة إندور بولاية ماديا براديش بوسط البلاد.
ويمكن سماع المهاجمين وهم يسيئون معاملة تسليم علي ويطلبون منه الابتعاد عن المناطق الهندوسية مستقبلاً.
وفي الشكوى التي قدمها للشرطة لاحقاً قال تسليم علي إنه تعرض "للضرب على أيدي خمسة أو ستة رجال وجهوا له إهانات جماعية لبيعه الكعك في منطقة ذات غالبية هندوسيه وسلبوا منه ماله وهاتفه وبعض المستندات".
لكن الغريب في الأمر أنه تم القبض على تسليم علي في اليوم التالي بعد أن اتهمته ابنة أحد المشاركين في الإعتداء والبالغة من العمر 13 عامًا بالتحرش بها. ونفت عائلة تسليم علي وجيرانه بشدة هذا الاتهام وقالوا إنه من غير المعقول أن يقترف أب لخمسة أطفال فعلاً كهذا.
ونقلت الصحف الهندية عن شهود عيان القول إن الضحية تعرض للإعتداء بسبب هويته الدينية وبدا أن الاتهام بالتحرش الجنسي ضده كان مفبركاً.
الاعتداءان السابقان ليسا سوى مثالين عن حوادث عنف عديدة ضد المسلمين خلال شهر أغسطس/ آب الماضي. ولم يكن ذلك الشهر هو الأكثرة قسوة بالنسبة لأكبر أقلية دينية في الهند يبلغ عددها أكثر من 200 مليون نسمة.
فقد تم الإبلاغ عن هجمات مماثلة في الأشهر السابقة أيضاً وتصدر العديد منها عناوين الصحف الهندية.
وتوجد الانقسامات الدينية في الهند منذ فترة طويلة، لكن منتقدي الحكومة يقولون إن العنف ضد المسلمين قد تصاعد منذ عام 2014 في ظل الحكومة القومية الهندوسية برئاسة رئيس الوزراء ناريندرا مودي.
وخلال فترة ولاية مودي الأولى في السلطة كانت هناك حوادث عديدة تعرض فيها مسلمون للهجوم من قبل ما يسمى "حراس البقر" بسبب شائعات بأنهم يأكلون لحوم البقر أو أنهم كانوا يحاولون تهريبها، حيث يعتبرها الهندوس مقدسة ولا يجوز ذبحها.
لم يتغاضى رئيس الوزراء عن مثل هذه الهجمات لكنه تعرض لانتقادات لعدم إدانتها بسرعة و بالشدة المطلوبة.
في عام 2019 أفاد أحد مواقع التحقق من الوقائع الذي يحصي "جرائم الكراهية" في الهند أن أكثر من 90 في المئة من الضحايا في السنوات العشر الماضية كانوا من المسلمين.
ولا يزال مقترفو هذه الهجمات بلا عقاب وسط اتهامات بأنهم يتمتعون برعاية سياسية من حزب بهاراتيا جاناتا الذي يتزعمه مودي إذ قام وزير حكومي سابق بتكريم ثمانية هندوس أدينوا بقتل مسلم.
وتقول حسيبة أمين، منسقة وسائل التواصل الاجتماعي لحزب المؤتمر المعارض: "أصبحت مثل هذه الهجمات شائعة جدا في الهند اليوم وفقط بسبب الإفلات من العقاب الذي يتمتع به هؤلاء البلطجية".
"اليوم أصبحت الكراهية طاغية. وبات الإعتداء على المسلمين أمراً مستحباً. كما يكافأ دعاة الكراهية على أفعالهم".
ويقول المنتقدون إنه منذ عودة مودي إلى السلطة لولاية ثانية في عام 2019 ، اتسع نطاق العنف ضد المسلمين. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 8