شاحنات المساعدات إلى إدلب.. هل هي بداية صفقة إقليمية

إعداد - نائل محمد

2021.08.31 - 04:38
Facebook Share
طباعة

 منذ أن أقر أحد القادة العسكريين فيما يُسمى بالجيش الوطني السوري المدعوم تركياً وهو برتبة عقيد بإرسال قوات الى  ليبيا وانه لو كان القرار بيده لارسل ٥٠ الف مقاتل آخر والأوساط المعارضة وفصائل الشمال في حالة من الجدل والاتهامات، لا سيما مع بدء عملية عسكرية كبيرة في درعا.

المعارض الحوراني المعروف بأبو وطن بث رسالة فيديو حث فيها أهالي ادلب بالخروج في مظاهرات بشعارات ضد الفصائل التي تحكم هناك نصرةً لدرعا ، فيما سيطر خبر دخول ثلاث شاحنات مساعدات من مناطق الحكومة السورية إلى ادلب عبر معبر  ميزنار- معارة النعسان على اهتمامات الرأي العام في الشمال السوري .

البعض اعتبر ما جرى بدايةً لصفقة حُكي عنها بين روسيا  وتركيا ، حيث ستكون تمهيداً لمسألة المعابر  وعودة جبل الزاوية لاحقاً إلى كنف الدولة السورية ، بل إن ما جرى تكون  بداية   لتحويل خط دخول المساعدات من معبر باب الهوى الحدودي إلى المعابر الفاصلة بين مناطق الحكومة السورية والمناطق التي يسيطر عليها تنظيم  هيئة تحرير الشام.

أحد المنشقين عن هيئة تحرير الشام المدعو صالح الحموي قال إن دخول الشاحنات من مناطق الحكومة السورية يشي بأن  تطبيق بند إدخال المساعدات عبر الخطوط وليس الحدود قد بدأ، مضيفاً: هذا يعني أن روسيا بعد انتهاء 6 أشهر ستلغي معبر باب الهوى وتحصر دخول المساعدات من مناطق الحكومة السورية.

أما الصحفي جميل الحسن من ادلب فقد تطرق إلى قوافل المساعدات، متهجماً على هيئة تحرير الشام، قائلاً نحن لا نريد شاحنات المساعدات، نحن لا نعترف إلا ما يدخل عبر معبر باب الهوى، وسوى ذلك لا نريد ان يدخل شيء .

في حين تحدث الناشط الإعلامي أحمد رحال فقد عن واقع الشمال السوري بسخرية ، لا سيما وجود معبر بين ادلب واعزاز رغم أن المسافة قصيرة بينهما، والمفروض أنهما أرض واحدة ، لكنن يتم التعامل بين تلك المناطق وكأنها دولتين، مضيفاً: لم يبق للفصائل إلا أن تفرض على الناس تأشيرات دخول وجوازات سفر للتنقل ما بين ادلب واعزاز ، وختم بالقول: إن الفصائل تعزز الانقسام بين مناطق الشمال لدرجة أن كل فصيل يحكم منطقة حريص على اقتصاد منطقته دوناً عن الاخرى.

بينما أبدت أوساط معارضة من داخل ادلب عن استيائها مما حدث ، منتقدةً تنظيم تحرير الشام، قائلةً: تمنعون الفليلفة والملوخية من درع الفرات ويصفها الشرعيين ديار كفر، إلى هذه الدرجة وصل ظنهم أن شعب الثورة ميت سريرياً ومسحوق بالذل والعار على حد وصفها.

وفي سياق متصل رأى مصدر مهتم بشؤون الشمال السوري والنشاط التركي الجيوسياسي في المنطقة بأن دخول قافلة المساعدات من مناطق الحكومة السورية هو إضعاف لموقف  تركيا ودعم وتقوية لموقف  روسيا في مجلس الأمن بإغلاق جميع المعابر الحدودية ليكون المعتمد والمنفس الوحيد للمحرر بأيدي الحكومة السورية ، وهذا يعني أن هناك صفقة تركية ـ روسية، سمحت من خلالها أنقرة بما جرى مقابل مكاسب في مناطق سيطرة قسد على مايبدو، والأيام القادمة ستبين صحة ذلك من عدمه وفق اعتقاده.

ما سبق دفع بما تُسمى حكومة الإنقاذ العاملة في مناطق سيطرة  هيئة تحرير الشام لإصدار بيان بخصوص دخول شاحنات مساعدات من مناطق الحكومة السورية إلى الشمال أوضحت فيه ان لا علاقة للهلال الأحمر السوري بتلك القافلة وأنها ترفع شعار الأمم المتحدة، وما حصل ليس فتحاً للمعابر.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 9