الإمارات وقطر: استراتيجية جديدة لإنهاء الحرب الباردة

إعداد - رؤى خضور

2021.08.30 - 08:47
Facebook Share
طباعة

تضمنت الجولة الإقليمية الأخيرة لمستشار الأمن القومي لدولة الإمارات، طحنون بن زايد آل نهيان، شقيق حاكم أبوظبي محمد بن زايد، زيارة مفاجئة إلى الدوحة حيث التقى بأمير قطر، وهي الزيارة الأهم إلى الدوحة من قبل أي شخصية إماراتية منذ العام الربيع العربي.

وربما تندرج هذه الزيارة في إطار مخاوف الإمارات من العزلة الإقليمية بعد التوترات الأخيرة في سياستها الخارجية مع كل من تركيا وقطر والسعودية، وربما كانت إعادة قطر المياه إلى مجاريها مع كل من مصر والسعودية، الحليفان الأهم للإمارات، وحل العقد بين دول المنطقة مع تركيا، جرس إنذار لأبو ظبي كي تصلح ما يمكن إصلاحه تفادياً لتبوئها مكانة منبوذة، خصوصاً بعد إدراكها أن السعي لتحقيق الأمن القومي وأمن النظام لم يعد يعتمد فقط على الدعم من واشنطن، بل يتطلب الأمر منها أن تصبح أكثر براغماتية في إقامة شبكات وعلاقات عبر المنطقة حتى مع الخصوم الأيديولوجيين في الدوحة وأنقرة إذا لزم الأمر، وقد تكون القوة والدبلوماسية الذكية في الوقت الحالي أكثر فاعلية للإمارات كقوة إقليمية.

فبناء العلاقات وخلق ظروف مربحة للجانبين سيعزز مصالح القوة الإقليمية الإماراتية بشكل أكثر فاعلية من عقلية صارمة وبراغماتية، خاصة في ظل الفراغ الذي خلفه الانسحاب الإقليمي لثلاث إدارات أمريكية متتالية، لا يمكن لأبو ظبي تجاهل المنافسين والخصوم الذين يعملون في المجال ذاته.

وفي هذا السياق، ذكر أندرياس كريغ في مقاله لموقع ميدل إيست آي، أن طحنون وشقيقه محمد بن زايد يتبعان شعار "إذا لم تستطع التغلب عليهم، انضم إليهم".

وصحيح أنه من المبالغة تقديم زيارة طحنون لقطر على أنها اعتراف متأخر بالهزيمة، إلا أنها مع ذلك تنازل للتغلب مؤقتاً على الأقل على الاختلافات الإيديولوجية الجوهرية المتبقية مع أنقرة وقطر لتأمين المصالح الجيوستراتيجية، لكن لا يمكن لهذه الدبلوماسية إلا أن تكون مؤقتة، حيث تظل الاختلافات الأساسية أساس المنافسة الإقليمية بين الدوحة وأبو ظبي.

وأضاف كريغ أن الهدوء الحالي بين أبو ظبي والدوحة يوفر مساحة كافية للبلدين للتنافس بوسائل بديلة، حيث ستستمر الروايتان في الصدام، وقد تكون حرب الروايات التالية بين الإمارات وقطر على وشك الحدوث مع اقتراب ليبيا من الانتخابات.

في حين قال المحلل السياسي الإماراتي، عبد الخالق عبد الله، لموقع "الحرة" إن "الإمارات تلتزم قولاً وفعلاً بقمة العلا، وإن تأخرت قليلا".

وأنهت قمة العلا الخليجية في السعودية، في كانون الثاني/يناير، أربعة أعوام من قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين قطر من جهة والسعودية والإمارات والبحرين ومصر، الذين اتهموا الدوحة بدعم الإرهاب، من جهة أخرى.

ويرى عبد الله أن زيارة المسؤول البارز بدولته إلى الدوحة "تأتي في سياق المصالحة الخليجية لتبشر بزوال المسائل الخلافية بين البلدين"، مضيفاً "المصالحة بلغت محطتها الأخيرة".

ويتفق المحلل السياسي القطري علي الهيل مع رؤية عبد الله، قائلاً لموقع الحرة "الجليد قد ذاب، والقضايا الجدلية حُسمت بين البلدين".

ولا يعتبر عبد الله أن الإمارات بهذه الزيارة تنتهج سياسة "تحييد الخلافات"، معتبراً أن المطالب السابقة تم حلها بين البلدين، ولا نقاط عالقة بعد لقاء أمير قطر وطحنون بن زايد.

وعلق أيضاً على زيارة المسؤول الإماراتي للدوحة المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، أنور قرقاش، بقوله إن سياسة بلاده تقوم في المرحلة الراهنة على "طي صفحة الخلاف، وبناء جسور التعاون مع الأشقاء والأصدقاء هو عنوان المرحلة". 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 10