طالبان قد تشهد انقساما و سورية احد اسبابه

علي مخلوف

2021.08.21 - 08:05
Facebook Share
طباعة

لم تهدأ التحليلات والاراء حول ارتباط الجماعات الراديكالية شمال سورية بحركة طالبان، هل هو عقائدي فعلا ام غير ذلك، وهل تكون طالبان كلها متفقة على ضرورة التوجه الى سورية ام ان هناك انقساما داخلها.
بداية يختلف المتخصصون في شؤون الجماعات الاسلامية حول مدى ارتباط طالبان بجماعات مثل تحرير الشام واحرار الشام ونور دين الزنكي مثلا.
حيث يرى البعض ان تلك الجماعات يحكمها الفكر السلفي الجهادي والمدرسة السلفية تختلف عن مدارس اسلامية تقليدية ترتبط باحد المذاهب الاربعة الرئيسية لدى اهل السنة، فطالبان الان تروج لنفسها انها غير سلفية بل حنفية المذهب.
لكن تاريخ الحركة لم يكن كذلك، اذ ان كثيرا من المقاتلين العرب الذين شاركوا في قتال السوفييت الى جانب الافغان وسموا لاحقا بالافغان العرب هم من تيار القاعدة والسلفية الجهادية، وقد نقلوا افكارهم الى الافغان الطالبانيين و الكثير من الافغان تأثروا بها واعتنقوها، كما ان ممارسات طالبان في الرجم والجلد وقطع الرأس و فرض اللباس واطلاق اللحى وتغطية النساء ومنعهن من التعليم سابقا كلها علامات فارقة للمدرسة السلفية وفق متخصصين.
هذا الارث الثقيل هو ما تحاول طالبان تغييره من خلال الترويج على انها حركة معتدلة ليست ضد المرأة ولا تكن كرها ونوايا انتقامية للمكونات الاخرى، في هذا السياق قال مصدر مطلع على جميع تفاصيل واخبار الحركة الافغانية : ان مباركة واشنطن لسيطرة طالبان على البلاد اتت بعد جهود سنتين من المفاوضات بين الحركة وحكومة كابول في قطر برعاية امريكية، بل ان هناك الكثير من قادة طالبان عبروا عن شكرهم للدوحة على ما قدمته من جهود خلال العامين الماضيين، مايعني ان تلك المفاوضات كان مرسوما لها منذ البداية ان تصل الى سيطرة طالبانية على افغانستان.
فيما اطلق مصدر وصف نفسه بالمطلع مفاجأة من عيار ثقيل مفادها ان هناك خلافا داخل طالبان ذاتها، وان تيار من الحركة لديه قنوات اتصال خارجية، لا يمكن الافصاح عن طبيعتها حاليا الا انها اكيدة.
ويضيف المصدر ستشهد الايام القادمة مفاجأة للراي العام، طالبان لن تكون موحدة وستشهد انقساما، هناك تيار كبير يريد التوجه الى سورية وتيار اخر بدأ بالتشكل بقوة يعارض ذلك وفق هذا المصدر الذي فضل عدم الافصاح عن هويته لحساسية المعلومة.
احتمالية قدوم مقاتلين من طالبان الى شمال سورية كبيرة وفق المعلومات، ولكن غير المعلن حاليا هو وجود معارضة قوية من داخل الحركة لارسال المقاتلين، بل يرى هذا التيار انه يجب توطيد الحكم في افغانستان وحياكة علاقات طيبة مع الجيران والا فان حكم طالبان سيسوده الكثير من التحديات الخطيرة التي ستستنزفه. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 4