"فجرٌ أسود" في عكار.. ماذا حدث ليلة الانفجار؟

إعداد – ليلى عباس

2021.08.15 - 12:22
Facebook Share
طباعة

 أفادت مراسلة "وكالة أنباء آسيا"، بارتفاع عدد ضحايا انفجار خزان الوقود في بلدة التليل إلى 28 شخصاً وإصابة أكثر من 80 شخصاً بجروح بعضها خطيرة جداً، لافتة إلى سقوط شهداء من الجيش اللبناني جراء الانفجار.

وطوّق الجيش اللبناني محيط موقع الانفجار، ولا تزال عمليات المسح مستمرة من قِبل الجيش والصليب الأحمر اللبناني، بالتزامن مع التحقيقات اللازمة من الجهات الأمنية المختصة.

لا أسباب واضحة

ذكرت مراسلتنا أن أسباب الانفجار لا تزال مجهولة بانتظار نتائج التحقيقات، في حين مصادر محلية كانت قد أشارت إلى ان المعلومات الأولية تفيد باشتعال النيران جراء استخدام "قداحة" خلال تدافع عدد كبير من المواطنين عند عملية تعبئة البنزين.

المصادر المحلية أشارت إلى حضور قوة من الجيش لمعالجة الأمر، وبعد مغادرة الجيش المكان ليلاً، حصل تدافع كبير من قبل أبناء المنطقة لتعبئة ما تبقى من البنزين في الخزان، وحصل الانفجار دون وضوح الأسباب.

وكانت قد نفت مصادر أمنية ما يتم تداوله حول قيام أحد الأشخاص بإطلاق النار على الخزان بعد منعه من تعبئة البنزين، مؤكدة ان التحقيقات لا تزال جارية في موقع الانفجار.

ساعة الانفجار

حول ما حدث، أصدرت مديرية العامة للدفاع المدني في وزارة الداخلية والبلديات بياناً جاء فيه: "في تمام الساعة 1:25 من فجر اليوم الواقع في 15-8-2021 تلقت غرفة عمليات المديرية العامة للدفاع المدني اتصالاً يفيد عن انفجار خزانات تحتوي على مادة البنزين في بلدة التليل - قضاء عكار ما تسبب بسقوط عددٍ كبير من القتلى والجرحى".

وتوجّه على الفور "عناصر الدفاع المدني من مراكز عدّة الى موقع الانفجار وباشروا العمل على اخماد النيران، وتوازياً عمل عناصر الدفاع المدني وجهات أخرى على إخلاء القتلى والجرحى من موقع الانفجار، وتم نقلهم الى مستشفيات المنطقة".

وأضافت المديرية: "كما نفذ عناصر الدفاع المدني مسحاً ميدانياً شاملا للمنطقة المحيطة بموقع الانفجار لمسافة كيلومتر تقريباً للتأكد مما اذا كان هناك المزيد من الجرحى او الضحايا، وفي تمام الساعة ٤،١٥ من صباح اليوم تمكن العناصر من السيطرة على النيران بشكل تام".

وتابعت: "فيما تستمر عمليات المسح الميداني حتى الساعة، مع الإشارة الى أن الدفاع المدني يتواجد في المنطقة للتدخل بمؤازرة الجيش والقوى الامنية عند الحاجة".

غضب شعبي

تعود ملكية خزان الوقود إلى "ص ، الفرج"، وهو من أبناء وادي خالد وموقوف منذ حوالي أربعة أشهر، في حين أن المستودع الذي يقع ضمنه الخزان، فتعود ملكيته لـ "ج ، رشيد"، أحد أبناء التليل، ويضم المستودع 18 ألف ليتر من البنزين.

مصادر أهلية، أفادت بأن حالة غضب تسود عموم بلدة التليل جراء ما وصفه ناشطون بـ"الكارثة"، إذ قام عدد من الأهالي الغاضبين بإحراق شاحنات موجودة في موقع الانفجار ضمن المستودع كرد فعل على ما حدث، كما أحرقوا شاحنة أخرى قرب منزل صاحب الخزان وهددوا بإحراق المنزل.

وأعاد ناشطون سبب الانفجار إلى الأزمة الاقتصادية في لبنان وتداعياتها من خلال ظهور خلايا موتورة تريد إشعال النار في جسد بلادهم المتعب والمنهك ، مطالبين بمحاسبة كل من يثبت تورطه بقتل هذه الأرواح، محذرين من تكرار مأساة انفجار مرفأ بيروت تجاه أهل الضحايا وعدم معرفة من سفك دماءهم حتى اللحظة.

استنكار رسمي

رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون أعرب عن ألمه الشديد على ضحايا الانفجار، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى، وقال: "إن هذه المأساة التي حلت بمنطقة عكار العزيزة أدمت قلوب جميع اللبنانيين الذين يقفون اليوم مع أبناء المنطقة في هذه المحنة التي المت بهم".

كما طلب عون من القضاء المختص إجراء التحقيقات اللازمة لكشف الملابسات التي أدت الى وقوع الانفجار، مشدداً على تكثيف البحث للتأكد من عدم وجود مفقودين.

بدوره أصدر رئيس مجلس نواب نبيه بري بياناً جاء فيه: "فجرٌ أسود ودام جديد في تاريخ لبنان واللبنانيين، وهذه المرة من عكار الحرمان .. من بلدة التليل التي فجعت وفجع معها كل اللبنانيين بسقوط العشرات من خيرة أبنائها وابناء عكار شهداء والمئات من الجرحى، أمام هذه المأساة الوطنية نتقدم من أبناء عكار ومن أهالي بلدة التليل ومن مؤسسة الجيش اللبناني ومن ذوي الشهداء بأحر التعازي وللجرحى الدعاء بالشفاء العاجل."

وختم بري: "أما آن لهذا الليل ان ينجلي؟".

من جهته، اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أن ما حصل في بلدة التليل في عكار هو مأساة انسانية تسبب بها الفساد، قائلاً: لقد آن الاوان ليقظة ضمير تنقذ اللبنانيين من تداعيات الارتطام الكبير الذي طالما حذرنا من مخاطره.

وقد وقع الانفجار في عكار، بوقت يعاني لبنان شحاً في المواد النفطية خاصة بعد قرار المصرف المركزي اللبناني برفع الدعم عن المحروقات، ما تسبب بأزمات في مجمل القطاعات ساهم فيها تجار وأصحاب محطات باحتكار كميات من البنزين والمازوت، الأمر الذي استدعى تنفيذ الجيش اللبناني عملات دهم يوم أمس اكتشف على إثرها تخزين محطات وقود لكميات كبيرة جداً من البنزين في خزاناتها وامتناعها عن التعبئة للمواطنين بحجة نفاذ المخزون، ليرغمها الجيش على فتح أبوابها وتزويد المواطنين بالبنزين بحسب الكميات الموجودة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 2