تـ ـحـ ـريـ ــر الـ ـشـ ــام تستعد لاستكمال "حرب الردة" ضد جماعات في إدلب

أدهم السيد

2021.08.14 - 08:15
Facebook Share
طباعة

بعد الانفتاح الأمريكي على تنظيم هيئة تحرير الشام، يحاول الأخير إثبات أهميته وقيمة الخدمات التي يمكن أن يقدمها لقوى إقليمية، فمن ملاحقة المقاتلين الأجانب وتمرير بياناتهم إلى الولايات المتحدة ودول أوروبية، إلى ملاحقة المقاتلين الشيشان، وصولاً إلى ملاحقة المقاتلين الأتراك المطلوبين للأجهزة الأمنية في بلدهم.


في هذا السياق داهمت أمنية هيئة تحرير الشام  منزلًا لمهاجر من جنسية تركية في قرية الحمامة بريف جسر الشغور الشمالي، واشتبكت مع المتواجدين في المنزل بعد أن أبدوا مقاومة، وتمكنت القوى الأمنية من اعتقال شخصين، دون ورود معلومات عن مصير الجهادي التركي، حيث أكدت مصادر من القرية بأن هذا المقاتل مطلوب للمخابرات التركية.


وقبل فترة كان تنظيم تحرير الشام قد أعلن ما يشبه حرب الردة على التيارات السلفية المتشددة المرتبطة بالقاعدة كملاحقة مقاتلي فصيل أنصار الإسلام ووضع جماعة جنود الشام التي يتزعمها أبو مسلم الشيشاني على قائمة الإنهاء الوجودي، حيث أكد الشيشاني بأنه مقاتليه رضخوا للهيئة وهم يتجمعون في مخيمات شمال وغرب سورية تمهيداً لإخراجهم من هناك إلى بلد آخر.


من جهته أكد مصدر محلي معارض لتحرير الشام من ادلب بأن الهيئة تعتزم تكثيف حملات مداهماتها واعتقالاتها بحق مقاتلين من جماعات أخرى غير منضوين في صفوفها، تمهيداً لتصفية المنطقة من أية جماعات أخرى، بحيث تكون تحرير الشام الفصيل الوحيد المتواجد في محافظة ادلب.


وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لدواعي أمنية : هناك معلومات مؤكدة عن نيئة الهيئة القيام باعتقالات واسعة في قرى ادلب، ومن بين ما يتم الحديث عنه أن تقوم تحرير الشام بتخيير المقاتلين المعتقلين بإعلان بيعتهم للجولاني والتحول للقتال في صفوفها، أو البقاء في المعتقل حتى الترحيل إلى دول تقوم أجهزتها الأمنية بالمطالبة بهم حيث قد يواجهون سيناريو غامض وفق قوله، ما أثار حالة من الهلع ، وختم قائلاً: هناك مئات المقاتلين الغير موالين للجولاني منتشرين في ريف ادلب عبر التخفي ، بعضهم تم حل جماعاتهم والبعض الآخر يخاف أن يجاهر بانتمائه لأنصار الإسلام وغيرها.


في سياق آخر تتحدث أوساط محلية من ادلب عن ممارسات تحرير الشام وما يُسمى بالجيش الوطني المدعوم تركياً، إذ يقول هؤلاء إن الفصيلين باتا المنافسين الأشد لبعضهما وذلك بعد أن خبى نجم الجماعات الأخرى، وأشارت المصادر إلى قيام الجيش الوطني بإيقاف جثة أحد مقاتلين تحرير الشام  الذين سقطوا على جبهات ادلب، ومنع دخول الجثة رغم انتظار زوجته وعائلته لساعات طويلة حتى حُل الأمر بوساطة من قبل فصيل ما يُسمى بأحرار الشرقية، وأشارت المصادر إلى أن هذه الحادثة تعكس حالة البغض بين تحرير الشام والجيش الوطني وفق قولهم.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 3