دروس روسيا المريرة في أفغانستان تبعدها عن الحل العسكري

إعداد - رؤى خضور

2021.08.13 - 09:11
Facebook Share
طباعة

 مع تصاعد القتال مؤخراً بين القوات الحكومية الأفغانية وطالبان، واستيلاء الأخيرة على خمس من أصل 34 عاصمة إقليمية في أفغانستان في أقل من أسبوع، أنهت روسيا وحلفاؤها في آسيا الوسطى (طاجيكستان وأوزبكستان) تدريبات عسكرية لتنسيق رد مشترك على التهديدات الأمنية المحتملة القادمة من أفغانستان.

وتعهدت روسيا، التي لها قاعدة عسكرية في طاجيكستان، بتقديم مساعدة عسكرية لحليفتها ودول أخرى من دول الاتحاد السوفياتي السابق في آسيا الوسطى إذا واجهت توغلات من قبل مسلحين من أفغانستان. 

وفي هذا السياق، ذكر صموئيل راماني في مقال لموقع Trt World ثلاثة عوامل تفسر توسع المشاركة الروسية في الأمن الأفغاني، أولها شعور روسيا بالقلق بشأن أمن جناحها الجنوبي في آسيا الوسطى بعد تركز "الجماعات الإرهابية" على حدودها المشتركة مع أفغانستان.

كما تعتبر روسيا انعدام الأمن في أفغانستان فرصة لتعزيز هيمنتها على آسيا الوسطى، وإحباط جهود الولايات المتحدة لتأسيس وجود أمني في ما تعتبره مجال نفوذها.

علاوة على ذلك، فإن الأنشطة الدبلوماسية لروسيا في أفغانستان تعزز مكانتها كقوة عظمى، وفي حين أن الفوائد الأمنية والجيوسياسية لدور روسيا الموسع في أفغانستان واضحة، فمن المرجح أن تعزز موسكو مصالحها من خلال الوسائل الدبلوماسية وليس العسكرية. 

وبحسب راماني، من المرجح أن تقصر روسيا دورها العسكري في آسيا الوسطى على التدريبات وضربات عبر الحدود وتتجنب اتخاذ إجراءات أوسع.

وكتب إيان هيل أيضاً لموقع The Interpreter إن موسكو ليس لديها الرغبة في الانخراط عسكرياً مرة أخرى في أفغانستان بعد الدروس المريرة من مشاركتها الأفغانية السابقة، وبدلاً من ذلك ستركز على تعزيز أمن شركائها الضعفاء على طول الحدود الشمالية لأفغانستان، وخاصة طاجيكستان .

وما يعزز هذا التحليل هو تكثيف موسكو جهودها الدبلوماسية لتأمين تسوية سياسية في أفغانستان، فاستضافت محادثات بين الحكومة الأفغانية وطالبان، وانخرطت مع لاعبين رئيسين آخرين، لا سيما الصين وباكستان والولايات المتحدة.

كما عززت موسكو اتصالاتها مع باكستان، حيث زار وزير الخارجية سيرغي لافروف في نيسان/أبريل من العام الحالي، وهي أول زيارة له منذ ما يقرب من عقد من الزمن، وتعهدت روسيا بتكثيف التعاون الأمني مع إسلام أباد، كما ستبذل روسيا جهوداً تعاونية مع الصين، إذ لدى البلدين مصلحة مشتركة في منع انتشار النشاط الإسلامي المتطرف خارج حدود أفغانستان، ولدى كلا البلدين طموحات اقتصادية طويلة الأجل في أفغانستان، وكل هذا يتوقف على ما إذا كان يمكن ضمان الأمن في أفغانستان.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 7