إجراءات تركية في ليبيا لطمأنة الإخوان في تونس

إعداد - رؤى خضور

2021.08.13 - 10:17
Facebook Share
طباعة

أفادت مصادر إعلامية ليبية مؤخراً بنشر تركيا لوحدة عسكرية جديدة لها قرب الحدود الليبية التونسية ضمن تحركاتها الحثيثة لمنع سقوط تنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا، وهو ما فسره محللون سياسيون بأنها خطوة استباقية لتقوية جماعة الإخوان بما يعطل إجراء الانتخابات كانون الأول/ديسمبر المقبل، واعتبر محللون هذه الخطوة رداً على مساعي القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، لتقوية الجيش، وفق ما اتضح في الاحتفالية التي أقيمت في بنغازي بمناسبة الذكرى الـ 81 لتأسيس الجيش، وحركة الترقيات والتكليفات الواسعة التي صدرت لضباطه.

خلال مفاوضات برلين الثانية في حزيران/يونيو بشأن المستقبل السياسي لليبيا، تحفظت تركيا على المادة الخامسة من البيان والمتعلقة بانسحاب القوات الأجنبية من البلاد، وأصرت أنقرة على أن قواتها العسكرية في ليبيا تتمتع بوضع استثنائي بدعوة رسمية من السلطات الحاكمة السابقة للحكومة المؤقتة الحالية.

وفي هذا السياق كتب داميان ماكيلروي لموقع The National
"تبدو تركيا متشبثة بالهياكل القديمة التي سمحت لها بالتمركز في ليبيا"، وذكر أن تركيا تشهد فترة من المقايضة المقبلة، إما بشكل مباشر مع روسيا أو من خلال الدوائر الدبلوماسية الداعمة للحكومة المؤقتة، ويمكن أن تسحب 300 مرتزق سوري غريب مقابل تنازل المثل بالمثل.

تمثل تركيا عبئاً ثقيلاً على جهود ليبيا للهروب من فترة مظلمة في تاريخها، وما أظهره الواقع هو ذهاب الجهود المبذولة وراء عملية المصالحة سدى بفعل لاعب واحد فقط من الوزن الثقيل.

لا تسعى تركيا إلى الحفاظ على وجودها رسمياً على الأرض في طرابلس ومصراتة فحسب، بل قامت بتقسيم حوض شرق البحر الأبيض المتوسط ​​من خلال الاتفاق على صفقة لمنطقة اقتصادية حصرية مشتركة في معاهدة الحدود البحرية التي اتفقت عليها مع حكومة الوفاق الوطني المنحلة العام الماضي، وبحسب تقرير للبرلمان الأوروبي، فإن الصفقة تتعارض مع التقاليد الجمهورية لكمال أتاتورك في السياسة الخارجية التركية والعودة إلى التجاوز الإمبراطوري الذي كان نموذجياً للإمبراطورية العثمانية السابقة.

وجاء في البيان أن "مذكرة التفاهم بين تركيا وليبيا رسمت فعلياً خطاً فاصلاً بين الأجزاء الشرقية والغربية من البحر المتوسط، ما يهدد الأمن البحري، والتنقيب عن الغاز الطبيعي والبنى التحتية الجديدة مثل خط أنابيب إيست ميد".
وبحسب الكاتب، يعكس سلوك تركيا، إلى جانب مصالحها الجغرافية الاقتصادية، أجندة جيوسياسية "عثمانية جديدة" أكثر طموحاً تهدف إلى إعادة تشكيل المنطقة بأكملها من خلال نشر نفوذ البلاد من شمال العراق وسورية إلى ليبيا.

وبحسب وكالة فرانس برس، فإن فرصة التوصل إلى حل في ليبيا مفتوحة، وتمثل هذه المرحلة اختباراً مهماً لمزاعم الرئيس الأمريكي جو بايدن بالضغط للدفاع عن مبادئ الدولة الليبية المستقلة كلاعب إقليمي ناشئ.

واستحضر ماكيلروي في مقاله الأسطورة اليونانية وبطلتها بيرسيفوني الذي ينتقل بين نقاط التحول الموسمية بين الظلام والنور عندما هربت من العالم السفلي لجلب فضل المحاصيل ولكن عندما تغير الموسم، كان عليها العودة إلى الجحيم.

هذه الأسطورة تلخيص جيد لمسار ليبيا الأخير ومساعيها للهروب من فترة مظلمة في تاريخها. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 3