انتهى منتدى الحوار السياسي الليبي في جنيف الذي تقوده الأمم المتحدة في الأسبوع الماضي، والذي استمر أربعة أيام، لكنه فشل في التوصل إلى اتفاق على أساس دستوري للانتخابات الرئاسية والتشريعية المقترحة في 24 كانون الأول/ديسمبر، وانتخبت المجموعة المؤلفة من 75 عضواً، رئيس الوزراء المؤقت الحالي لحكومة الوحدة الوطنية، فضلاً عن مجلس الرئاسة، كطريق خروج آمن للبلد الذي مزقته الحرب.
وكانت لجنة الانتخابات الليبية قد حددت 1 تموز/يوليو كموعد نهائي لاستلام الوثيقة الدستورية إذا كانت ستتمكن من تنظيم الانتخابات في كانون الأول/ديسمبر، إلا أن الفشل الأخير في جنيف أجبرها على تمديد ذلك الموعد إلى 1 آب/أغسطس، وفقاً لموقع Al-Monitor.
ونشرت السيدة اليعقوبي، العضو في البرلمان الليبي، على تويتر نسخة من رسالة موقعة من 24 عضواً من أعضاء الجبهة الديمقراطية الليبية، تلقي باللوم فيها على بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، وتساءلت الرسالة عن سبب "تصرف البعثة وكأنها تقبل" فكرة تأجيل الانتخابات بالرغم من أن "الليبيين لا يريدون" أي تأخير لما بعد كانون الأول/ديسمبر، وفقاً لموقع middle East Monitor.
في حين أن وقف إطلاق النار في تشرين الأول/أكتوبر مازال سارياً في جميع أنحاء ليبيا، لكن مازالت الانقسامات السياسية الداخلية كبيرة، إلا أن الفشل الأخير في جنيف لم يكن مفاجئاً تماماً، إذ منذ العام 2011، اعتادت الفصائل السياسية الليبية الاتفاق على التسويات لتتراجع عنها لاحقاً.
وفي هذا السياق، ذكر مصطفى الفيتوري في صحيفة ميدل إيست مونيتور، أن ما وصفه مبعوث الأمم المتحدة السابق إلى ليبيا، غسان سلامة، بـ "مفسدي" العملية السياسية في البلاد، يبدو أنهم يفلتون من العقاب، ويبدو أن عدم تحرك ما يسمى بـ "المجتمع الدولي" بشأن ليبيا شجع، وإن كان بشكل غير مباشر، "المفسدين" وأضعف صانعي السلام، وأن مؤتمر برلين الثاني لم ينتج سوى خطاب فارغ ووعود لم يتم الوفاء بها من خلال عدم الاتفاق على أي خطوات جوهرية لتنفيذ القرار، وهذا يعطي "المفسدين" الضوء الأخضر لعرقلة العملية السياسية برمتها في ليبيا.
السؤال الآن، بحسب الفيتوري، هو ما إذا كان ملتقى الحوار السياسي الليبي سيجتمع مرة أخرى أم لا، ومتى، في الوقت الذي سيكون من الصعب استبدال الفريق بأكمله، أما انتظار البرلمان الليبي والمجلس الأعلى للدولة خطوة محفوفة بالمخاطر، إذ إن إقناع هاتين المؤسستين الفاسدتين بالاتفاق على أي شيء أمر مستحيل وهو سبب تشكيل ملتقى الحوار السياسي.
صحيح أن تجدد المواجهة العسكرية مستبعد الآن، إلا أن ضعف التقدم السياسي يجعل إجراء الانتخابات في كانون الأول/ديسمبر أمراً مشكوكاً فيه، إذاً ما هي الخطوة التالية لليبيا؟