حلفاء أمريكا ليسوا متأكدين من عودتها

إعداد - رؤى خضور

2021.06.22 - 11:16
Facebook Share
طباعة

 
ردد الرئيس الأمريكي جو بايدن مراراً في اجتماعاته مع مجموعة الدول السبع وحلفاء منظمة حلف شمال الأطلسي في أوروبا الأسبوع الماضي عبارة "أمريكا عادت" قاصداً عودتها إلى المسرح العالمي واستعدادها لأخذ زمام المبادرة في معالجة المشاكل الكبيرة، حسب ما ذكرت وكالة VOA الأمريكية.
وبعد أربعة أعوام من إدارة دونالد ترامب، التي مزقت الاتفاقات وأثارت عداء الحلفاء القدامى، تم الترحيب بكلمات بايدن بحرارة، لكن بالنسبة لكثيرين، تبدو الوعود جوفاء، كما يقول خبراء مثل هانز كونداني، زميل باحث أول في البرنامج الأوروبي في مركز الأبحاث تشاتام هاوس للشؤون الدولية في لندن.
ويرى كوندناني أن الأوروبيين حتى مع إدراكهم ضرورة التعاون الدولي لحل المشكلات العالمية، فإنهم "لا يرون الولايات المتحدة شريكاً موثوقاً به أو ثابت"، وقال "بشكل عام، هناك كثير من الشكوك حول فكرة أن أمريكا عادت".
وقالت باربارا بودين، السفيرة الأمريكية السابقة في اليمن والدبلوماسية المخضرمة "إن مسألة موثوقية الولايات المتحدة ستكون تحدياً كبيراً لإدارة بايدن"، وفقاً للوكالة الأمريكية.
وكتب ستيوارت باتريك، مدير المؤسسات الدولية وبرنامج الحوكمة العالمية في مجلس العلاقات الخارجية، فكرة مماثلة في مجلة World Politics Review، إذ قال "ألقى عهد ترامب بظلال من الشك على بقاء الولايات المتحدة في القوة العالمية، وشجع الحلفاء المقربين في أوروبا وآسيا على التحوط من رهاناتهم ضد أمريكا المتقلبة فجأة".
وفي سياق الجدال عن "عودة أمريكا" عالمياً، نشرت صحيفة غلوبال تايمز الصينية مقالاً بتاريخ 17 حزيران/يونيو، يجادل كاتبه بأن أحد الأهداف الرئيسة لزيارة بايدن إلى أوروبا كان إقناع حلفاء الولايات المتحدة بعودة الولايات المتحدة، وفي هذا السياق قال كوي هونغ جيان، مدير قسم الدراسات الأوروبية في معهد الصين للدراسات الدولية، للصحيفة إنه عندما صرخ بايدن إن أمريكا عادت، فإن ما كان يقصده هو أن "أمريكا عادت إلى القيادة"، وهو ما فشلت الزيارة في تحقيقه.
قال كوي إن بايدن يعتزم حشد حلفائه ضد الصين تحت قيادة الولايات المتحدة مرة أخرى، ولكن بالرغم من أن بيانات مجموعة السبع وحلف شمال الأطلسي أظهرت موقفاً صارماً ، إلا أن التغييرات لم تصل إلى المستوى الذي كانت تريده الولايات المتحدة، حسبما قال كوي، مستشهداً بتصريحات الدول الأوروبية.  
أما بالنسبة للولايات المتحدة وروسيا، فقد أراد كلا الجانبين استقرار العلاقات بعد أربعة أعوام فوضوية، وسعى كلاهما إلى مواجهة بعضهما بشكل أكثر استقراراً، لكن بحسب الصحيفة، فإن اجتماع فلاديمير بوتين وبايدن لم يكن أكثر من مجرد التحقق من النتائج النهائية وتجنب الصراع العسكري المباشر أو سوء التقدير دون القيام بشيء فعلي لتحسين العلاقات الدبلوماسية.
وبحسب الكاتب فإن بايدن لم يتمكن من إقناع القادة الأوروبيين بعدم القلق بشأن انتقال السلطة القادم في الولايات المتحدة، الآن أمريكا بلد منقسم بشكل خطير، وإذا عاد الجمهوريون أو ترامب إلى السلطة، فإن العلاقات عبر الأطلسي ستشهد موجة أخرى من النكسات يقول الكاتب "يمكن لأمريكا أن تعود، لكن يمكنها أيضاً المغادرة مرة أخرى، وهذا سبب آخر وراء رغبة الدول الأوروبية في الحفاظ على مسافة بينها وبين الولايات المتحدة".
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 1