ما بعد القمة الأمريكية الروسية.. آراء وأصداء

إعداد - رؤى خضور

2021.06.18 - 09:30
Facebook Share
طباعة

 

 
انتهى لقاء القمة الذي جمع رئيس الولايات المتحدة جوزيف بايدن ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في جنيف/سويسرا، في 16 حزيران/يونيو، ببيان مشترك من ثلاث فقرات تضمنت شجب الحرب النووية، ووعد بتشكيل مجموعة عمل مشتركة حول الحد من التسلح والاستقرار الاستراتيجي.
وعن هذا اللقاء نشرت صحيفة أوراسيا ديلي مونيتور مقالاً بتاريخ 17 حزيران/يونيو، بقلم بافيل فيلجنهاور، يجادل فيه أن الصراع الأساسي بين موسكو والغرب ليس قضايا الحد من التسلح أو حقوق الإنسان أو الديمقراطية أو الهجمات الإلكترونية أو تكوين البعثات الدبلوماسية لكل منهما، بل الأسباب أعمق من ذلك وتعود إلى ما يسمى بـ "الثورة البرتقالية" في أوكرانيا، في العام 2004، والتي قلبت الانتخابات للمرشح الرئاسي الصديق لموسكو فيكتور يانوكوفيتش، ثم بدأت أوكرانيا وجورجيا تطرقان باب الناتو، بالتالي رأى بوتين التطلعات الأوكرانية تهديداً وجودياً وصيداً غربياً غير مقبول، أي أن أوكرانيا وتطلعاتها الأوروبية الأطلسية تشكل النقطة المحورية في المواجهة بين روسيا والولايات المتحدة وحلفائها، وفقاً للكاتب.
في سياق متصل، جمع مورغان فيليبس لشبكة فوكس نيوز آراء حول القمة الأمريكية الروسية، التي يعتقد بعض الخبراء أن بايدن ربما يكون قد لعب قبل بدئها أوراقه كلها، ما تركه في موقف تفاوضي ضعيف.
أما بالنسبة لمن استفاد أكثر، قال الجنرال المتقاعد جاك كين، نائب رئيس الأركان السابق للجيش الأمريكي، لفوكس نيوز "أعتقد أن بوتين استفاد أكثر في ضوء التنازلات الكبرى التي قُدمت قبل القمة".
وقال كين: "ليس هناك أدلة واضحة على هدف الرئيس بايدن لتحسين العلاقة بحيث تكون أكثر استقراراً، سوف يستغرق الأمر بعض الوقت لمعرفة ذلك، وأعتقد أن العلامات المبكرة تشير إلى أنه لم يتم تحقيقه"، ويعتقد كين أن المؤتمر عُقد في وقت مبكر جداً من رئاسة بايدن.
في حين رأت ريبيكا كوفلر، من وكالة الاستخبارات الدفاعية سابقاً، أن تمديد بايدن لمعاهدة البداية الثانية وإلغاء عقوبات نورد ستريم 2 قبل القمة تركه دون أي شيء للتفاوض عليه، وقالت "أعتقد أن رئيسنا في موقف خاسر وبوتين في المركز الفائز، وكان ذلك حتى قبل القمة"، وفقاً لفوكس نيوز.
واتفق الخبيران على أن الولايات المتحدة كان يجب أن ترد بقوة أكبر بقدراتها الهجومية المضادة بعد هجوم سولار ويندز من بين أمور أخرى.
وقال دانييل هوفمان، رئيس محطة وكالة المخابرات المركزية في موسكو سابقاً ومساهم في قناة فوكس نيوز "حصل بوتين على ما أردناه، وكانت قمة كبيرة قبل انتخاباته البرلمانية".
وقال كال جيلسون، عالم السياسة والمؤرخ بجامعة ساذرن ميثوديست في تكساس، لصحيفة تشاينا ديلي، "إن أهم ما نستخلصه من القمة يتعلق بالجو والعملية وليس الجوهر".
ويوافقه في ذلك ماكس بيرجمان، زميل أول في مركز التقدم الأمريكي "لم تكن هذه قمة، بل كانت في الحقيقة مجرد اجتماع، لم يكن أي من الجانبين يتوقع تحقيق الكثير لأنه لا يوجد حالياً مجال كبير للتعاون بين الولايات المتحدة وروسيا، إنما كانت فقط محاولة من قبل الولايات المتحدة لخفض التوتر في العلاقات ورسم خطوط حمراء واضحة مع روسيا، وبالتالي كانت النتائج صغيرة، والاختبار الحقيقي سيكون ما إذا كانت روسيا ستغير سلوكها تجاه الولايات المتحدة وأوروبا"، وفقاً لوكالة رويترز.
وقال فلاديمير كارا مورزا، سياسي روسي معارض "الرئيس بايدن لا يتمتع فقط بميزة الدروس المستفادة من إخفاقات الإدارات السابقة في التعامل مع فلاديمير بوتين، ولكن أعتقد أنه يتمتع أيضاً بمستوى عالٍ جداً من الخبرة في إدارته عندما يتعلق الأمر بالقضايا المتعلقة بروسيا، ولكني أعتقد أيضاً أن كل رئيس أمريكي سابق ارتكب خطأ بمحاولة استرضاء بوتين"، وفقاً لمؤسسة روسيا الحرة.
وصرح الرئيس السويسري، غي بارميلين "القرار الذي اتخذ اليوم بإعادة تعيين السفراء في عواصم كل منهم هو بالفعل إشارة إيجابية"، وفقاً لموقع يو إس نيوز.
انتهت القمة دون دعوة بايدن وبوتين بعضهما لزيارة بلديهما، ولم يتفقا على لقاء قادم، وبحسب بايدن، فإن القيمة الحقيقية لاجتماع جنيف قد تصبح أكثر وضوحاً في غضون ستة شهور في حال تم تجنب الحرب حتى ذلك الحين.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 9