من حكايا غزة: "الإفطار الملغوم" في أرض الديار

خاص آسيا – فارس النابلسي

2021.06.07 - 09:39
Facebook Share
طباعة

 

 لم تتصور أم إبراهيم العمري أن تكون وجبة الإفطار التي دعت إليها أولادها وأحفادها في نهاية شهر رمضان الماضي، وجبة مسمومة ملغومة بصواريخ الاحتلال، لتفقد على إثرها 8 من أفراد عائلتها دفعة واحدة.
 
تستذكر السيدة المسنّة مشهد السفرة الدامي بعد أن نزلت شظايا قصف المحتل على بقعة كبيرة من "أرض الديار" في منزل العائلة ضمن مدينة غزة قرب روضة الشهداء، وتقول لـ"وكالة أنباء آسيا": في غفلة من فطورنا سقطت مقذوفات على طرف فسحة المنزل لتتناثر الشظايا علينا وكأننا اجتمعنا لنفترق في آخر أيام الصيام.
وتتابع أم إبراهيم: رأيت نفسي في أحد المشافي وبدأت أسأل عن حال عائلتي، لأعرف لاحقاً بأن 3 منهم نجوا بعد العلاج في المستشفى مع 6 من الأحفاد في حين استشهد 8 تحت القصف مباشرة.
"لا مجال للحزن أكثر من ذلك"، تشد السيدة على يد ابنها الأصغر (35 عاماً) وتضيف: جده حين قضى في أحداث حي الشجاعية قبل 7 سنوات أوصاني بأن تكون عائلة العمري شوكة في عين المحتل أبد الدهر، لنعيد ترميم منزلنا عسى أن يكون الإفطار المقبل جامعاً لكل العائلات بدحر الصهاينة من أرضنا.
الموروث قناعة
المسألة ليست بفقدان الأشخاص، بل بفقدان أرض، هكذا يرى أبناء فلسطين خساراتهم لبعضهم بعضاً، فلا هي خسارة عينية أو مادية إنما خسارة قضية، قضية شعب وأرض وعرض يتوارثون الدفاع عنها والتمسك بها جيلاً بعد جيل.
وبحسب بحوث اجتماعية تتناول الحياة المجتمعية لأهالي غزة وفلسطين عموماً، فإن الشريحة الأكبر تؤمن بأن الأرض المقدسة ستتطهر يوماً ما من دنس الاحتلال، ما يجعلهم على قناعة تامة بالمقاومة حتى طرد الصهاينة وإعادة الأرض لمن يملكها بالكامل.
تجدد العدوان
لطالما تعرضت مناطق فلسطين وتحديداً قطاع غزة لقصف القوات المحتلة، وآخرها كان مع بداية شهر رمضان الفائت، حينما غزا الصهاينة أحياء مقدسية بهدف طرد أهلها الأصليين وتوطين مستوطنين بدلاً عنهم، ما أشعل جبهات الأرض المحتلة بانتفاضة غير مسبوقة في عموم مناطق الأرض المقدسة.
على إثرها، شن الاحتلال غارات مكثفة على أحياء مدنية وسكنية فلسطينية ومنها في غزةـ التي استهدفها المحتل بصواريخ وقنابل خلفت مئات الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين.
الرد المقاوم كان الأكبر على مر تاريخ المواجهات بين أصحاب الأرض والمحتل، إذ طالت صواريخ المقاومة أماكن محتلة فاجأت سلطة الاحتلال بقدرتها على الوصول إلى أهداف محققة للمرة الأولى، ليرضخ المحتل إلى اتفاق تهدئة أوقف خلال العدوان المباشر ما اعتبره أحرار العالم أجمع انتصاراً للمقاومة على قوات الاحتلال.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 7