هل تغيرت امريكا بعد عام على مقتل فلويد؟

اعداد كارلا بيطار

2021.05.26 - 04:58
Facebook Share
طباعة

قبل عام، شهد العالم عملية قتل فلويد، بولاية مينيسوتا، على يد شرطي امريكي.
لم ينه الحكم بإدانة رجل الشرطة الأبيض ديريك تشوفين لقتله فلويد الجدل حول سلوك رجال الشرطة البيض تجاه السود، في وقت ارتفعت فيه المطالبات بضرورة إصلاح نظام العدالة الجنائية في الولايات المتحدة، وإصلاح قطاع الشرطة.
القوانين والتشريعات المختلفة لم تنجح في ردم هوة العنصرية المتفشية في قطاعات واسعة من الشرطة الأميركية.
وأسهم الانقسام على أساس حزبي في الكونغرس حول تشريعات إصلاح الشرطة في التشكيك في إمكانية النجاح بتبني أي قانون ملزم لإصلاح الشرطة الأميركية.
وتتبنى الولايات المتحدة قوانين تعكس المساواة النظرية بين كل مواطنيها بغض النظر عن لون بشرتهم أو خلفيتهم الدينية أو العرقية. ومع وقوع جرائم دوافعها عنصرية، تخرج المظاهرات والاحتجاجات ويتم توجيه الانتقادات والاتهامات للشرطة، ويطالب الساسة ويعِد الرئيس بإصلاح النظام الجنائي.
وفي إشارة واضحة إلى الخلل في تطبيق القانون، تبلغ نسبة السكان السود 13% من إجمالي عدد السكان الأميركيين، في حين يمثلون ما يقرب من 40% من إجمالي السجناء في البلاد.
ومع تكرار انتهاكات رجال الشرطة البيض للرجال السود، ظهرت حركة "حياة السود مهمة" لتنسق الجهود في محاربة هذه العنصرية، وللعمل على إصلاح النظام الجنائي. ويطالب قادة التنظيمات المؤيدة للسود بتدريب رجال الشرطة على ضرورة احترام حقوق السود وبقية الأقليات، وهذا الطلب ليس جديدا، لكنه لم يستثمر فيه بجدية من قبل.
كما يطالب النشطاء السود بإصلاح نظام العدالة الجنائية، فأي متهم أسود يخالف القانون ينال عقوبة أغلظ من نظيره الأبيض الذي يرتكب الجريمة نفسها.
ولا يمكن تحقيق العدالة أو الاقتراب منها إلا في ضوء المساواة في الفرص بين السود والبيض الأميركيين، وهنا تتوقف فرص الإصلاح ولا تتقدم إلى الأمام لعدم وجود إرادة للتغلب على هذه المعضلة.
بعد مرور ما نحو عام على وفاة فلويد، زاد إيمان الأميركيين بأن عنف الشرطة أصبح مشكلة خطيرة، في الوقت الذي تحفظت فيه نسبة كبيرة على حدوث أي تغييرات إيجابية في سلوك قوات الشرطة خلال العام المنصرم منذ مقتل فلويد.
وتشير بيانات استطلاع الرأي إلى شعور مزيد من الأميركيين بالتفاوت في تعامل الشرطة مع السود والبيض، وإلى عدم ثقتهم في برامج إصلاح الشرطة التي ظهرت عقب مقتل فلويد.
وخلال الفترة بين الرابع والعاشر من مايو/أيار الجاري، أجرت الإذاعة الوطنية "إن بي آر" (NPR) وهيئة البث القومي "بي بي إس" ( PBS) استطلاعا كشف عن أن 32% من الأميركيين يرون أن الشرطة المحلية تعامل السود بقسوة أكبر. ومع ذلك، لا يزال هناك تناقض عنصري كبير بين الأميركيين؛ ففي الوقت الذي يرى فيه 25% من البيض أن السود يعاملون بقسوة أكبر، ارتفعت تلك النسبة بين السود إلى 61%.
وفي الوقت الذي أيد فيه 77% من كل الأميركيين الحكم بإدانة تشوفين (قاتل فلويد)، لم تبلغ تلك النسبة إلا 52% بين الجمهوريين. وبالنظر إلى العرق ولون البشرة، فإن 89% من الأميركيين السود يؤيدون الحكم، في حين تبلغ النسبة 74% عند البيض.
وردا على سؤال حول نظرة الأميركيين للعلاقات العرقية اليوم مقارنة بالعام الماضي، ذكر 17% من الأميركيين أن الأمور تحسنت، في حين اعتبر 42% منهم أن العلاقات العرقية زادت سوءا عقب وفاة فلويد.
ويعتقد 68% من الأميركيين السود أن التمييز ضدهم ازداد خلال العام الماضي، ويقول 84% من الأميركيين السود إنهم يواجهون الكثير من التمييز في هذه الفترة، خاصة التعامل مع الشرطة، أو أثناء التسوق، أو البحث عن وظيفة، أو التقدم بطلب للحصول على سكن أو قرض.

في النهاية، لم تكن حادثة قتل جورج فلويد الأولى من نوعها، ويبدو أنها لن تكون الأخيرة؛ فمقتل رجل أسود أعزل على يد شرطي أبيض حادثة تكررت مرارا، ويعقب كل حالة موجة غضب واسعة وأعمال عنف، لكن مقتل فلويد لم تسبقه أي حالة أخرى من حيث خطورتها على مسار ومستقبل العلاقات العرقية داخل الولايات المتحدة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 4