ترسانة غزة التي ترعب "إسرائيل".. أنابيب سباكة قديمة

إعداد- رؤى خضور

2021.05.17 - 03:26
Facebook Share
طباعة

بالرغم من قدرة إسرائيل الاستطلاعية المتطورة وقوة النيران العسكرية الهائلة، تمكنت حماس في غزة من حشد ترسانة كبيرة من الصواريخ لاستخدامها في مقاومتهم المشروعة للهيمنة والاحتلال الصهيوني.

وقدّرت المخابرات الإسرائيلية سابقاً أن لدى حماس والجهاد الإسلامي وجماعات فلسطينية مسلحة نحو 30 ألف صاروخ وقذيفة مورتر مخبأة في غزة، والصواريخ ذات مدى متفاوت على نطاق واسع وتفتقر إلى أنظمة التوجيه، لكن الفلسطينيين تمكنوا من تحسين دقتها.

فعدد الصواريخ الفلسطينية اليوم التي تُطلق في الغارات الأخيرة غير مسبوق، وتستهدف غالبيتها المراكز السكانية في جنوب ووسط "إسرائيل"، فيما أُطلقت صواريخ بعيدة المدى على تل أبيب والقدس وهذه دلالة، كما يقول الخبراء، على أن حماس لم تنجح فقط في تجديد ترسانتها، بل حسنت قدراتها.

ووجد تحليل أجراه مايكل أرمسترونج، الأستاذ المشارك في أبحاث العمليات في جامعة بروك في كندا، زيادة كبيرة في معدل إطلاق النار.
وباستخدام أرقام من جيش الدفاع الإسرائيلي، فإن 470 صاروخاً أُطلق من غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الأولى من التصعيد الأخير مقارنة بذروة 192 صاروخاً يومياً في العام 2014 و 312 صاروخاً في العام 2012.

فيما شنت حماس مزيداً من الهجمات بعيدة المدى بإطلاق 130 صاروخاً على تل أبيب في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، وهو ما يمثل نحو 17% من إجمالي الصواريخ التي أُطلقت حتى تلك اللحظة، في حين كان المعدل في العام 2014 عند 8% وفي العام 2012 كان أقل من 1%.

ويمكن للصواريخ الطويلة المدى أن تضرب تل أبيب والقدس ومطار بن غوريون، وهي تشمل M-75، الصاروخ محلي الصنع، وصاروخ J-80، وهو صاروخ محلي الصنع أيضاً سمي على اسم القائد العسكري الشهير لحركة حماس، أحمد الجعبري، الذي استُشهد في غارة جوية إسرائيلية في العام 2012.

وذكرت حماس يوم الخميس في بيان لها أن لديها صاروخاً يبلغ مداه 250 كيلومتراً نحو 155 ميلاً يمكنه ضرب أي مكان في إسرائيل.
ولم يخفِ بعض القادة الإسرائيليين دهشتهم من شدة ومدى صواريخ غزة المحسّنة بشكل كبير عن السابق رغم الحصار الطويل الأمد، وما يزيد دهشة هو أن معظم ترسانة حماس، التي تزلزل ميدان ثاني أقوى جيش في العالم، ليست سوى قنابل إسرائيلية أطلقتها تل أبيب وأُعيد تدويرها، وحتى آلاف الصواريخ ذات المدى البعيد استُخدم في تصنيعها أنابيب سباكة، فقد أظهر فيلم وثائقي مدته 50 دقيقة بثته قناة الجزيرة في أيلول/سبتمبر مشاهد نادرة لنشطاء حماس وهم يجمعون عشرات الصواريخ الإسرائيلية التي لم تنفجر في ضربات سابقة على غزة.
أحضروا البقايا إلى ما بدا وكأنه منشأة تصنيع مخفية، واستخرجوا بحذر المتفجرات المعبأة بالداخل وأعادوا تدوير بعض أجزائها، وأظهر الفيلم الوثائقي ذاته شباناً فلسطينيين يحفرون أنابيب مياه قديمة في مناطق مهجورة لمستوطنات إسرائيلية، ويعيدون استخدام الإسطوانات الفارغة لتصنيع صواريخ جديدة.

فيما يثبت نظام القبة الحديدية الدفاعي المضاد للصواريخ فشله في التصدي لعديد من الصواريخ الفلسطينية، وكشفت كثافة الصواريخ عن نقاط ضعف في الدفاع الإسرائيلي، وبحسب أرمسترونغ "يبدو أن الفلسطينيين يعمدون إلى زيادة الهجوم لعلمهم بقدرة الجانب الإسرائيلي المحدودة على التعامل مع عدد معين من الهجمات في وقت واحد". 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 4